مارس 19, 2024

  مادورو ⵎⴰⴷⵓⵔⵓ المدينة النوميدية عبق التاريخ و الحضارة لا تكاد تنطق هاته الكلمة إلا و تشعر بالمجد ان كنت من سكان المنطقة الشاوية شرقي الجزائر بولاية سوق اهراس غير بعيد عن مداوروش بـ 06 كلم بتسميتها العصرية متربعة على 109 هكتار، تراقب طاغاست فهي تلك المدينة التي كانت متواجدة في فترة الملك ـ سيفاكس- (ⵙⴼⴰⵇⵙ) لتصبح بعد ذلك تحت حكم الملك ماسينيساⵎⴰⵙⵏⵙⵏ ، وعند توغل الرومان إلى شمال افريقيا أسسوا مستعمر (مادورو) لقدامى الحرب 69 و75 للميلاد اثناء حكم الامبراطور ـ فيسباسيانوس. أول جامعة في شمال إفريقيا ذات تعليم عالي و ممنهج و بطريقة أشبه للجامعات الحالية منطقة كانت مزدهرة ذات بعد علمي ، مسقط رأس الملك سيفكاس ابن تاغاست سوق اهراس حاليا و القديس اوغسطين و افولاي ابوليوس صاحب اول رواية انسانية بالتاريخ أليس هذا كافيا لتكون المنطقة أمجد المناطق في شمال أفريقيا.  وتعد هذه البقعة الأثرية ذات تاريخ تمنح زوارها تنوعا سياحيا كبيرا يعود بهم إلى غابر الأزمان أين كانت عاصمة لأول جامعة في تاريخ شمال إفريقيا ، آثار الجامعة لا زالت لليوم رغم التدمير و التخريب الذي طالها أثناء الغزو التركي و العربي لشمال إفريقيا إذ كانت مسرحا لعدة معارك.   كما تشترك بيوت مادور إضافة إلى هندستها الموحدة في معاصر الزيتون ومطاحن الحبوب، ما يؤكد أنها عرفت ازدهارا في الزراعة، فمازالت تحتفظ بكنوزها المغمورة تحت الأرض، والتي تتمثل في حمامين ومعابد وثنية وثلاث كنائس وقبور كان يدفن فيها سكانها آخذة منها طابعا قدسيا مرموقا فضلا عن قلعة بازيلية وأصغر مسرح  شيد بالمعرفة المتداولة في ذلك العهد وهي السيسترز، وعلى مقربة من الكنيسة تقع الحمامات الكبرى وفي الجانب الاخر من الكاردو تظهر دار القضاء المسيحية الثانية الصغيرة وبها عدد من المدرجات قبل الوصول الى مفترق الطرق امام منشاة كبيرة تحتوي على معصرة وحمامات وقاعات عديدة كما يمكن رؤية معلم ضخم على بعد أمتار وهذا المعلم عبارة عن ضريح مادور، وغير بعيد نجد معلما ضخما تمثل في القلعة النوميدية والتي تحتوي مسرح، ان كل قطعة من جغرافية مادور تدعو زائرها للتوقف والتامل في روعة جمالها ودقة تصميمها والعودة الى روائعها الساحرة عبر مراحل الزمن . و لا يمكن الحديث عن مادورو و لا الكتابة عنها إلا وأن تمر على القامة العالمية القديس اوغسطين ابن المنطقة الشاوية ، كان يوم 13 نوفمبر 354 ميلادي يوما بزغ في سماء تاغاست و مادورو إذ انجبت القديسة مونيكا إنسانا سيغير الطابع الديني و العلمي ، و كان أول من كتب في مجال الصوت في الفيزياء هو القديس اوغسطين ولليوم هناك حوالي 500 بحث حول القديس الأمازيغي الشاوي و الذي قال ان جميع مناطق شمال إفريقيا تشترك في الأكلات و الأواني و كلها ذات طابع امازيغي واحد وقد ألف كذلك في المنطق ، حقا مداوروش أو مادورو مدينة و مكان تاريخي حضاري لا يزال شاهدا لليوم بآثاره يمكنك زيارة المكان لأنك ستشهد بنفسك حضارة عريقة ومكان أخاذا.

اترك رد

Translate »
%d مدونون معجبون بهذه:

Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0